اطار القدرات فى مجال العلاقات العامة.. دعائم البناء

يعتبر إيجاد الإطار الصحيح لرفع كفاءة ممارسي العلاقات العامة عالمياً من ناحية خلق الدعائم التي تساعد على تطوير مهارات الاتصال، وعلاقتهم ببيئة أعمالهم، وعلاقتهم بمهنتهم بصفة عامة من التحديات الكبرى التي تواجه معظم المؤسسات البحثية العاملة في مجال العلاقات العامة

وإلى جانب عدم وجود صيغه واحدة لممارسة العلاقات العامة في مختلف الدول التي تم اجراء الدراسة بها، إلا أنها أسهمت في تقديم رؤى واضحة عن طبيعة الممارسة في تلك الدول كما أنها تأثرت بشكل كبير بآراء المبحوثين عن القيم الأخلاقية التي ينبغي أن يحظى بها 13 (3)المتخصص في مجال العلاقات العامة في جميع أنحاء العالم

أضف إلى ذلك التوتر الناتج عن اختلاف ترتيب أولويات المؤسسات في تقديم الخدمة إلى العميل والمجتمع، وعدم وجود اتفاق على المصطلحات والمواصفات والواجبات الأساسية لهذا الإطار، واختلاف معدلات الوصول إلى أنظمة التعليم والتدريب في مجال العلاقات العامة بالإضافة إلى موضوعات السمعة التي تعاني منها المهنة والممارسين في كثير من الأحيان

وتمثلت تحديات ايجاد اطار موحد للتطوير المهنى فى مجال العلاقات العامة في التعقيدات المرتبطة بالعلاقات الانسانية، وقنوات التواصل، والطبيعة المعقدة للمشكلات الاجتماعية المرتبطة بذلك. ولوضع صيغة ملائمة “لإطار عالمي للقدرات في مجال العلاقات العامة”، قامت جامعة “هيدرسفيلد” البريطانية بالتعاون مع مؤسسة “جلوبال اليانز” في عام 2016 بتمويل مشروع بحثي مدته عامين لدعم هدف من أجل إنشاء إطار قدرات عالمي للعلاقات العامة وإدارة الاتصالات تحت اشراف الدكتورة/ أن جريجورى، أستاذ الاتصالات المؤسسية بمدرسة هيدرسفيلد للأعمال

تم استخدام “طريقة دلفى”، واستمارات الاستقصاء عبر الانترنت، والمقابلات المتعمقة للمجموعات لتحديد هل هناك مجموعة مشتركة من قدرات العلاقات العامة التي تحدد المهنة على مستوى العالم؟، وما هي الاختلافات، إن وجدت، حسب المنطقة / الثقافة ومجموعات الأطراف المعنية؟، وكيف يمكن أن يكون لهذا الإطار قيمة عملية للتطوير المهني، على مستوى الفرد والدولة والإقليم والعالم

وانتهى التقرير بالنسبة لتطوير قدرات الاتصالات لدى المتخصصين في مجال العلاقات العامة إلى ضرورة مواءمة استراتيجيات التواصل مع غرض وقيم المنظمة، وضرورة تحديد ومعالجة مشاكل التواصل بشكل استباقي، وضرورة إجراء البحوث التكوينية والتقويمية لدعم استراتيجيات وتكتيكات الاتصال، والتواصل بفعالية عبر مجموعة كاملة من المنصات والتقنيات

أما على صعيد القدرات التنظيمية، وجد التقرير أنه من الضروري تيسير العلاقات وبناء الثقة مع أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية والخارجية، وبناء وتعزيز السمعة التنظيمية، وتوفير المعلومات السياقية (مصادر المعلومات داخل المؤسسة). في حين تمثلت المهارات المهنية المطلوبة من أي متخصص يعمل في هذا المجال توفير المشورة القيمة وأن يكون مستشاراً موثوقاً به، وأن يكون قادرا على تقديم القيادة التنظيمية، والعمل ضمن إطار أخلاقي نيابة عن المنظمة بما يتماشى مع التوقعات المهنية والمجتمعية، وتطوير الذات والآخرين، بما في ذلك التعلم المهني المستمر

كان هذا هو الهيكل العام الذي وضعته الدراسة إلا أن هناك العديد من الخطوات الفرعية والأدوار التي ركزت عليها الدراسة لتحقيق هذه الأهداف العامة لتطوير مهنة العلاقات العامة والتي تصلح لتكون مقياساً حقيقياً لتطوير الأداء ورفع مستوى مهارات العاملين في هذا المجال

وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من وجود مجموعة مشتركة على نطاق واسع من قدرات العلاقات العامة والتواصل التي تساعد في تحديد المهنة على مستوى العالم فهناك اختلافات طفيفة، ولكنها مهمة، بين مجموعات قدرات البلدان التي تم اجراء الدراسة بها، لا سيما فيما يتعلق بالدور الاجتماعي للعلاقات العامة، وذلك في الوقت الذي يزيد اقبال الهيئات المهنية وكبار أصحاب العمل على استخدامه كإطار عمل لإدارة مشروعات التدريب والتعليم، وإدارة الأفراد وفرق العمل

إن تطوير الإطار، جنبا إلى جنب مع البرمجيات، يقدم للمهنيين في العلاقات العامة وإدارة الاتصالات طريقة جديدة تماما لفهم عملهم. وتشجع جميع الممارسين على وضع الأهداف والوصول إلى الموارد المناسبة لتعزيز قدراتهم بطريقة مخططة وفردية. إنها خطوة مهمة في عملية بناء مهنة عالمية

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.