تمثل دراسة الحالة التى بين يديك عزيزى القارئ نموذجاُ لقياس أثر الممارسات الاستراتيجية الخاطئة للشركات على سمعتها ومصداقيتها وكانت هذه الدراسة ضمن نشاط تحليلى تم خلال عام 2018
تقوم الدراسة على البحث في النتيجة النهائية للخطط الاستراتيجية والأسباب التى أسهمت في تدهور صورة شركة “ابل” لدي عملائها، والقدرة على الربط بينها وبين التعليم والتدريب في مجال التحليل الفنى للأسواق المالية
وقد تم اعداد نسختها الأولية يوم 21 من سبتمبر2018 عقب انخفاض اسهم شركة ابل نتيجة استخدام استراتيجية خاطئة لزيادة مبيعاتها من البرمجيات المخصصة لهذا النوع من الأجهزة. وقدمت بعد ذلك الشركة اعتذاراُ لعملائها عن ممارساتها الاستراتيجية الخاطئة. ولم تكن تلك هى النهاية
ومع الانحسار التدريجي للاستثمارات العالمية الذى تم خلال الأشهر الأخيرة من عام 2018 كان اصطدام الشركة بجبل الجليد قدرا محتوما حيث أسهمت الاجراءات الحمائية التجارية في زيادة حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
ونتيجة لذلك قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض عقوبات تجارية على شركات هواوى العالمية المتخصصة في أنظمة الاتصالات وشركة ZTE المتخصصة في الالكترونيات وأنظمة الشبكات
ولا يقف الاعلام هنا مجرد مراقباً ولكنه اشترك بطريقة مباشرة فى تحديد قيمة
“السمعة” باعتبارها من الأصول غير الملموسة حيث جاء نموذج مؤشر اداء شركة “ابل” من حيث السمعة في الاتجاه الهابط في الحالة الأولى
بينما جاءت الحالة الثانية لكشف ضعف مخططات الشركة وعدم وضوح توجهها الاستراتيجى في حالة مواجهة حرب تجارية وانحسار الاستثمارات على المستوى العالمي وتأثر القدرات الشرائية للمستهلك على اعتبار أن اسعار أجهزة هواتف ايفون تعتبر هي الاعلى من حيث القيمة السعرية
كما كان هناك مؤشر اخر ساعد على تعزيز امكانية حدوث هذه الفرضية وهى الانهيار المفاجئ لمؤشرات البورصة. الامريكية خلال الاسبوع الماضى. وكان قطاع التكنولوجيا الى جانب قطاع الطاقه في صدارة القطاعات المستهدفه بالحروب التجارية التى تؤسس حاليا لنظام اقتصادى عالمي جديد ملئ بأزمات وتحديات بالغة الخطورة
وتستند تلك الحروب التجاريه فى معظمها الى عوامل تتعلق بحقوق الملكية الفكرية وهو ما يجعلها سلاحا فعالا بالنسبه للولايات المتحده فى مواجهة الصين بيد أن الصين تواجه ذلك بكونها اكبر سوق استهلاكى فى العالم
ومن الواضح أن شركات التكنولوجيا ذائعة الصيت ستبحث عن وسائل لتجنب انهيار مبيعاتها وابتكار خطط جديدة تساعدها على الحفاظ على حصصها السوقية وخاصة في ظل تعرض الكثير من الدول الناشئة لهزات اقتصادية عنيفة
ويمكن للدول النامية والأسواق الناشئة في مجال الاعلام والتكنولوجيا أن تستفيد من نتائج هذه الدراسة في تعديل مسار المبادرات التى تقدمها في الوقت الحالي، وتطوير مبادرات مرنه وموثوق بها فى المستقبل