مبادرة المحتوى الرقمي العربي.. للعالم

(انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) صدق الله العظيم

مثلت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة

مقدمة

تمثل المقدمة التالية جزء لا يتجزأ من المحتوى الوارد في نص اتفاقيات الأعمال والتفاهمات التى سيتم على أساسها اطلاق مبادرة المحتوى الرقمي العربي باعتبارها لغة تواصل وبحث وأعمال حيث تتضمن مدونة سلوكية للمبادرة وشرح للسياسة العامة التى يقوم عليها عملها، وأهدافها والبرامج التى تعمل من خلالها على خلق شراكات تعزز التبادل الثقافي والسياسي والاقتصادي بين شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والمقيمين بها ممن يجيدون اللغة العربية

طبيعة وأهداف المبادرة

اللُّغَة العَرَبِيّة هي أكثر اللغات السامية تحدثاً وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأهواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا وإثيوبيا وجنوب السودان وإيران. وبذلك فهي تحتل المركز الرابع أو الخامس من حيث اللغات الأكثر انتشاراً في العالم، واللغة الرابعة من حيث عدد المستخدمين على الإنترنت. اللغةُ العربيةُ ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي عندَهم لغةٌ مقدسة إذ أنها لغة القرآن، وهي لغةُ الصلاة وأساسيةٌ في القيام بالعديد من العبادات والشعائرِ الإسلامية

العربيةُ هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كُتبَت بها كثير من أهمِّ الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. ارتفعتْ مكانةُ اللغةِ العربية إثْرَ انتشارِ الإسلام بين الدول إذ أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون. وللغة العربية تأثير مباشر وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية والتجرية والأمهرية والصومالية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية؛ ودخلت الكثير من مصطلحاتها في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، مثل أدميرال والتعريفة والكحول والجبر وأسماء النجوم. كما أنها تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي

العربية لغةٌ رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتريا. وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر كذكرى اعتماد العربية بين لغات العمل في الأمم المتحدة. وفي سنة 2011 صنفت بلومبيرغ بيزنس ويك اللغة العربية في المرتبة الرابعة من حيث اللغات الأكثر فائدة في الأعمال التجارية على مستوى العالم. “وفي 2013 نشر المجلس الثقافي البريطاني تقريرًا مفصلاً عن اللغات الأكثر طلباً في المملكة المتحدة تحت عنوان “لغات المستقبل” وتبين ان العربية تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم وفي 2017 احتلت المرتبة الرابعة. فيما يخص اللغات الأكثر جنيا للأرباح في بريطانيا تاتي العربية في المرتبة الثانية وفقا للمنظمة

ووفقا لموقع عالم التقنية فهناك العديد من التحديات التي تواجه المطورين العرب فيما يتعلق بنشر تطبيقاتهم والترويج لها ، اذ يعتقد الكثيرون منهم أنه بعد الإنتهاء من برمجة التطبيق و اختباره ثم رفعه إلى متجر التطبيقات ، فإن مهمته انتهت بينما يتجاهل هؤلاء خطوة مهمة جدا ألا و هي تخصيص ميزانيات مهمة للإعلانات و الترويج للتطبيق ، و عمل موقع خاص به يعرض من خلاله روابط التحميل المباشرة و روابط التحميل من المتاجر العالمية في حالة كان موجها للأندرويد أو للأيفون و منافسهما . مع عرض الأخبار التي تخص التحديثات

وذلك بالاضافة إلى فشل العديد من المطورين الأجانب في ابتكار التطبيقات العربية اللازمة لدخول منطقة الشرق الأوسط نظرا لعدم اعتمادهم على متخصصين في مجال اداب اللغة العربية والفنون المرتبطة بها

و أمام هذا الواقع نصادف أثناء تصفحنا الكثير من الإعلانات التي تشير إلى التطبيقات العالمية على المواقع التقنية ، كما نرى الكثير من المقالات التي تتناول تلك التطبيقات على المواقع التي تعمل المراجعات بمقابل مادي، ما يضمن لها انتشارا كبيرا في المستقبل و اهتماما إعلاميا و جماهيريا بها لذا

تركز المبادرة فى المقام الأول على خلق منظومة متكامل فى مجالات اداب اللغة العربية واللهجات المحلية والثقافات المرتبطة بها على اعتبار أنها لغة القران الكريم ولغة معترف بها في الامم المتحدة والعديد من المنظمات الدول

تعنى المبادرة بأحدث الممارسات في مجال الاعلام الصادرة عن المراكز البحثية المتخصصة على مستوى العالم ودمجها ضمن منظومة المحتوى الرقمي العربي، ورصد وبيان تطوره من خلال التحليلات والترويج له باستخدام وسائل مبتكرة تليق بمستوى وعى وترتقي بمعرفة المتابعين العرب وخلق الاليات الملائمة لذلك

العمل على تحليل ودمج الثقافات ورصد العادات واللهجات المحلية للمجتمعات التى تتحدث بلهجات محلية غير العربية ومحاولة تحليلها لايجاد قواسم لغوية مشتركة لتحقيق التفاهم المشترك بين أطراف عملية الاتصال

حث شباب المبتكرين من مطورى البرمجيات العرب على خلق تطبيقات وبرامج في مجال تكنولوجيا الاعلام والمحتوى الرقمي التى تتناسب مع طبيعة المجتمعات العربية، وتقديم الدعم المادى الذى يمكنهم من انشاء شركاتهم الناشئة في مجال تطوير تطبيقات مبتكرة في مجال الاعلام

التعاون مع منظومة الأطراف المعنية للمبادرة: ويشمل ذلك فرصة خلق شراكات مع منظمات دولية وجهات مانحة ومؤسسات مالية ومصرفية ومنظمات حكومية وجامعات ومعاهد تقنية والشركات متعددة الجنسيات والمحلية العاملة ومنظمات المجتمع المدني العاملة فى مجال تكنولوجيا المحتوى الرقمي العربي

تشجيع الأطراف المعنية بالمبادرة على الاهتمام بالكيانات الموجودة بالفعل وايجاد كيانات جديدة ومتخصصة، والتعاون على توفير التمويل اللازم لذلك من خلال تخصيص ميزانية مناسبة لتنفيذ المشروعات التي تنضوى تحت مظلة المبادرة

تركز المبادرة على تحفيز المتميزين في مجالات الاعلام الرقمي وأنشطة النشر الالكتروني من خلال منح جوائز لمواقع الانترنت والمدونات التى تستهدف تعليم اداب وبحوث اللغة العربية.

انتهاج اليات التعلم الالكترونى المباشر وعلى شبكة الانترنت وخلق برامج تدريبية تسهم في تدريب أكبر قدر من رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا المحتوى الرقمي العربى.

-الاستعانة بالخبراء والمتخصصين لتقديم رؤاهم حول أبرز التطورات في مجالات بحوث الاعلام وتكنولوجيا المحتوى الرقمى العربي

-تسهم المبادرة في تحسين آداء أعمال منصات الأعمال، والناشرين العرب والأجانب المهتمين بنشر تطبيقاتهم التي تضع اللغة العربية عين الاعتبار، من خلال الاعداد للمحتوى الملائم للترويج، وكذلك خلق فرص للتواصل من أجل التنسيق لمشاريع مشتركة

توصيات

-يكون مقر المبادره في القاهرة على أن يتم خلق برامج زيارات لرجال الأعمال والمستثمرين والباحثين والمتخصصين والطلاب من العرب والأجانب في مجال التكنولوجيا والاعلام

-يتم منح جائزة انجاز في نهاية كل عام لدولة عربية يتم تسمية العام باسمها، وتسمى الجائزه باسم احد مفكريها الذين اسهموا فى تطوير اداب اللغه عقب تسليط الضوء على نماذج الأعمال والدراسات والتطبيقات وقياس مستوى تطور المهارات البشرية فيها

-ينتقل مقر المبادرة الى الدولة الفائزة تحقيقا لعنصر التنافسية الذى يخلق هياكل مرنه يمكنها تحقيق الزخم المطلوب للدفع بالمبادرة قدما بما يسهم فى تذويب الفوارق السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها وخلق نمط جديد من المجتمعات العربية لتكون أكثر انفتاحا على العالم

جدير الذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت يوم 18 ديسمبر من عام 2020 عاما يوما عالميا للغة العربية

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.