
يوم جديد مشرق بالأمل والتفاؤل لكم ولأحبائكم، وفيه يسعد المجلة الرقمية للاعلام العربي أن تقدم لكم هذا العرض الصوتي، نتحدث من خلاله عن ظاهرة التغير المناخي، تلك الظاهرة التي أصبحت مصدر قلق لكثير من المنظمات الدولية، والحكومات، ومنظمات الأعمال
يعرف تغير المناخ بأنه أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة. يمكن أن يشمل هذا التغير درجات الحرارة ومعدل تساقط الأمطار وحالة الرياح. لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام ال150 المنصرمة إلى استخراج مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة وحرقها. هذه الأنواع من الموارد الأحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. ولكن إن أردنا تجنب العواقب الأسوأ ينبغي أن نكبح ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين
ومن الأضرار السلبية لهذه أنها تودي بحياة 150 ألف شخص سنويًا، وتهدد 20% من الأنواع الحياة البرية بالانقراض بحلول عام 2050، وتكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات كالصناعات الزراعية. في عام 2016، نشر التقييم البحري العالمي المتكامل الأول، والمعروف أيضاً باسم التقييم العالمي الأول للمحيطات دراسة ذكرت أن 70% من سطح الكوكب مغطى بالماء، وأن متوسط عمق هذا الماء هو 4000 متر. وتحتوي تلك المحيطات على 97% من مجموع الماء على الأرض، أي ما يعادل حوالي 1.3 مليار كيلومتر مكعب، وهو ما يمكن أن يبدو وكأنه حجم غير محدود من الماء.
إلا أن التقرير قد أشار أيضاً إلى أن هناك الآن أكثر من 7 مليارات نسمة على الأرض. فإذا قمنا بتقسيم كل هذه الكمية من المياه بالتساوي بيننا جميعاً، فلن يكون لدينا إلا خُمس كيلومتر مكعب لكل نسمة. وفي عام 2050، عندما يكون هناك حوالي 10 مليار نسمة على الأرض، سيكون لدينا فقط ثُمن كيلومتر مكعب لكل نسمة. وهذه الكمية الصغيرة نسبياً من المياه هي ما ستوفر لكل شخص كل خدمات النظم البيئية، بما في ذلك الغذاء والأكسجين. كما أنها ستكون أيضاً المكان الذي سيؤول إليه بعض ما نصدره من الانبعاثات، وكل ما لدينا من نفايات وقمامة
تحظى خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وكذلك الأهداف الـ 17 للتنمية المستدامة بأهمية قصوى. فهي بمثابة الضوء الذي يبدد ظلام الطريق، ذلك الظلام الذي يخيم على العالم الآن. يتم حالياً إحراز تقدم على صعيد العديد من أهداف التنمية المستدامة، إلا أن الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة هو أحد الأهداف التي تتحرك التطورات الخاصة به، للأسف، في الاتجاه الخاطئ، وهو الهدف الذي يدعو المجتمع الدولي إلى “الحفاظ بشكل مستدام على المحيطات والبحار والموارد البحرية لتحقيق التنمية المستدامة”
وهذا هو السبب في أن حكومة السويد قامت، بالتعاون مع حكومة فيجي، بأخذ زمام المبادرة لاستضافة مؤتمر المحيط في نيويورك في حزيران/ يونيو 2017. سوف يشكل هذا المؤتمر أول منتدٍ رفيع المستوى يركز على هدف وحيد في خطة الأمم المتحدة لعام 2030، ونحن نتطلع لنشهد المزيد من المشاركة بين دول العالم
ومن الموضوعات الكثيرة التي تتطلب اهتماماً فورياً في المؤتمر، تأثير تغير المناخ على البيئة البحرية العالمية. وبالرغم من أن المحيط هو أكبر موطن من نوعه على كوكبنا، وهو نظام يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقاء الجنس البشري، فإن تغير المناخ وتأثير الانبعاثات المتزايدة من ثاني أكسيد الكربون على المحيطات، قد سيطر بشكل كبير على النقاش حول تغير المناخ. تنتج المحيطات نصف حجم الأكسجين المتاح لدينا، وكانت ولا تزال أفضل حليف لنا في الجهود المبذولة للحد من تغير المناخ، ذلك فضلاً عن دورها في تنظيم مناخ الأرض ودرجة حرارتها، وتوفير الغذاء والماء، كما أنها موطن لمئات الآلاف من فصائل الكائنات الحية
إن أكثر من 93%1 من حجم الحرارة التي تسبب جميع سكان العالم في انبعاثها على كوكب الأرض منذ خمسينيات القرن الماضي، قامت المحيطات بامتصاصها، إلا أن تكلفة ذلك لم تتضح إلا مؤخراً. إن الارتفاع في درجات حرارة المحيطات وزيادة نسبة التحمض فيها، أصبح الآن جلياً في ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي وتبيض المرجان. وأصبحت هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء فوري في هذا الصدد، حيث يجب أن نستخدم مجموعة أدواتنا بالكامل معاً، ألا وهي: تخفيف الحدة وتوفير الحماية واستعادة الموارد والتكيف مع الأوضاع
حدثت ظاهرة احترار المحيطات على مدى الـ 60 سنة الماضية على نطاق من الصعب استيعابه. ويوضح تحليل صدر في عام 2015 من معهد جرانثام، أنه إذا كانت نفس كمية الحرارة التي أضيفت إلى أعلى كيلومترين من المحيطات بين عامي 1995 و2010، قد أضيفت بدلاً من ذلك إلى العشرة كيلومترات الدُنيا من الغلاف الجوي، لكنا قد شهدنا ارتفاع درجة الحرارة على الأرض بمقدار 36 درجة مئوية. ولذلك فإن المحيطات قد وفرت لنا الحماية من أسوأ آثار تغير المناخ
إن تحمض مياه المحيطات يمكن أن يُطلق عليه الأزمة الكيميائية للمناخ العالمي. ففضلاً عن الاحترار العالمي، يخاطر تحمض مياه المحيطات بدفع الحياة البحرية إلى تخطي الحدود الكارثية. فمنذ بداية الثورة الصناعية، زاد تحمض مياه سطح المحيطات بنسبة 30% تقريباً. وستكون الشعاب المرجانية أحد أكثر ضحايا التغير المناخي تضرراً، وذلك إذا لم نتخذ إجراءً بأسرع ما يمكن
وعلى الرغم من أن الشعاب المرجانية لا تشكل سوى 1% فقط من سطح المحيطات، فإن 25% من فصائل الكائنات البحرية تعتمد عليها. كما يؤثر تدهور النظم البيئية للشعاب المرجانية على حماية المناطق الساحلية، ومصايد الأسماك، والسياحة
وإذا لم يتم تحقيق انخفاض هائل في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإنه بحلول عام 2050 تقريباً، قد تكون جميع الشعاب المرجانية في العالم قد تعرضت لمثل هذه الظروف الحمضية، وبالتالي فإنها لن تكون قادرة على تكوين الكالسيوم ومعاودة النمو إلا بشكل ضئيل
اتفاق باريس أو كوب 21
هو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ. جاء هذا الاتفاق عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في باريس في 2015. حسب لوران فابيوس الذي قدم مشروع الاتفاق النهائي في الجلسة العامة، فإن هذا الاتفاق مناسب ودائم ومتوازن وملزم قانونيا. صدق على الاتفاق من قبل كل الوفود 195 الحاضرة في 12 ديسمبر 2015
يهدف الاتفاق إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من 2 درجات وسيسعى لحده في 1.5 درجة. سيتم إعادة النظر في الأهداف المعلنة بعد خمس سنوات، وأهداف خفض الانبعاثات لا يمكن استعراضها على نحو أعلى. وضع كحد أدنى قيمة 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية الدول النامية سنويا وسيتم إعادة النظر في هذا السعر في 2025 على أقصى تقدير
بمناسبة يوم الأرض الذي يتم الاحتفال به في 22 أبريل، وقع 175 من رؤساء دول العالم في عام 2016 في مقر الامم المتحدة في نيويورك تحت مسمي اتفاقية باريس للتغير المناخي وكان ذلك الحدث الأكبر علي الإطلاق لاتفاق عدد كبير من البلدان في يوم واحد أكثر من اي وقت مضي
تحول الدول إلى مشروعات المدن الذكية هل يسهم في تقليل معدلات الاحتباس الحراري؟
يمكن للتطبيقات الذكية مثل إشارات المرور الذكية أن تساعد في تقليل الاختناقات المرورية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث الناتج عن السيارات. وفي الواقع، تعتمد البصمة الكربونية لسلع وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى حد كبير على كيفية/مكان توليد الطاقة وما إذا كان يتم توليد الطاقة من الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة المتجددة.
الطاقة المتجددة التي تستمد من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن نفاذها وتعرف بالطاقة المستدامة، وتعد مصادر الطاقة المتجددة مختلفة عن الوقود الأحفوري المتمثل في البترول والغاز الطبيعي والفحم، فهي تنتج عن الطاقم المتجددة من الرياح والمياه والشمس. وبعد ظهور الثورة الصناعية واستخدام التكنولوجيا باستخدام البترول، يعد ظهور الغاز الطبيعي بعد البترول وتمكنه من أن يحل محل الفحم الحجري في كثير من الصناعات، توجهت كل الاهتمامات في عصرنا الحديث إلى الطاقات المتجددة التي تتلخص في الشمس ورياح ومحيطات وبحار ومد وجزر ونباتات حرارية ومساقط المياه وهيدروجين وحرارة باطن الأرض وأعماق المحيطات.
كما تعد التكنولوجيات الجديدة أهم ما ساعد في حدوث تقدماً سريعاً في كفاءة استخدام الطاقة والاستفادة الاقتصادية من أشعة الشمس والرياح والعناصر النباتية وغيرها من الطاقات المتجددة، لقد فتحت هذه التطورات الباب أمام احتمالات مذهلة.
بالإضافة لأن المعجزات الاقتصادية للقرن العشرين قد وقعت بفعل الوقود الأحفوري على الرغم من أن القرن الحادي والعشرين قد يتسم بالبعد التام عن هذا الوقود وعن المخاطر البيئية التي حملها معه وتحل مكانه الطاقة المتجددة بجميع أشكالها، حيث تعد الطاقة المتجددة هي الطاقة المستدامة الغير تقليدية التي يمكن الحصول عليها من الموارد الطبيعية.