يمثل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات معملاً خصباُ لممارسة العمل الاعلامي وانتاج محتوى مكتوب بشكل يتناسب مع نوعية الأفكار التي تقوم عليها عملية الترويج للمبادرات والابتكارات التكنولوجية بما يلبى الاحتياجات البشرية التي تستهدف الوصول إلى فهم أعمق واقامة علاقات هادفة يتحقق على إثرها الرسالة الخالدة للوجود الانساني وهو العمران البشري
واذا كان الهدف من التواصل الانسانى هو تحقُق العمران البشري فإننا سنرى كافة أوجه الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية تزدهر وتتطور لتشكل نواة لحضارة تقوم على مبادئ راسخة وقيم حقيقية ومنتجات فكرية يخلدها التراث الانسانى، وتخفف من حدة الصراعات والتوترات الناتجة عن الصدامات البغيضة والرغبة الدائمة في التوسع والسيطرة وتدمير الأخر بل وتدمير الذات أيضاً
تلك الصراعات التى يديرها القلة ويحصدون ثمارها وتهدر معها الموارد الطبيعية والطاقة البشرية مقدر لها أن لا تدوم طويلاً وستمر في مسارات التاريخ مرور الكرام لأن الزبد يذهب جفاء أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
واذا كنا بصدد الحديث عن الأسس التي ينبغي أن يقوم عليها محتوى هادف في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليتحقق منه الوصول إلى الجمهور المستهدف من عملية الاتصال بشكل أسرع وبالتالى تحسين سمعة المنتج التكنولوجي وزيادة المبيعات منه وتحصيل عائدات وفيرة فعلينا في البداية أن نتحدث عن أبرز التوجهات التكنولوجية التي ستسهم فى تشكيل هذا القطاع الحيوى على المستوى العالمي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة على الأقل
وفي هذا السياق، لا ينبغي لنا أن نغفل ما تطرق إليه تقرير “موجز المسح المستقبلى للخريطة الاعلامية الذى أعده الفرع الاقليمى ل مؤسسة البيانات الدولية اى دى سى باندونيسيا في يناير الماضي والذى كشف النقاب عن أن التحول الرقمي الذي سيحدث على مستوى الاقتصاد الكلي خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة سيؤدى إلى طفرة في طريقة عمل المشاريع التجارية وسيعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وأطلقت على هذا التحول مسمى فجر الاقتصاد الرقمي
وبينما يصل التحول الرقمي إلى مستويات الاقتصاد الكلي، سيصبح الاقتصاد الرقمي من حيث التقنيات ونماذج العمل محور ما يبتكره قادة الأعمال وما يقومون بتشغيله. ومن الضرورى لمؤسسات الأعمال لكي تنجح أن تفكر فى مدى أهمية مشاريعها خلال الأعوام العشرة المقبلة، وكيف ستكون ردود أفعالها في مواجهة القوي المعززة للتحول
وتحدثت المؤسسة الاستشارية العالمية عما سيسفر عنه عام 2017 وما بعده من أعوام وما سيحدثه من بالغ الأثر على المؤسسات في أندونيسيا وفي جميع أنحاء العالم
بحلول عام 2019، ستقوم 50% من شركات تكنولوجيا المعلومات بخلق أنظمة تفاعلية مع العملاء، وخدمات تفاعلية جديدة مع بيئات الأعمال لتلبية احتياجات المشاريع التجارية الرقمية
بحلول عام 2020، ستستخدم الشركات منهج الابداع المفتوح لتخصيص خبراتها ل 15% من مشروعاتها الجديدة بهدف زيادة معدلات تقديم نجاحات منتجاتها الجديدة بنحو% 50
بحلول عام 2018، سيكون لدي سفراء العلامات التجارية والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي قوة تسويقية أكبر أكثر من الاعلان الرقمي التقليدى. غير أن هذا التوجه سيندثر خلال عام 2019 وما بعده
وعلى الرغم من أن التحول الرقمي قد لا يتحقق بالشكل الكافي في المشاريع التجارية، فإن ذلك سيؤدي إلى نقص الكفاءات والمهارات القيادية وبالتالى تأخر ردود الأفعال باتجاه تحولات السوق بما سيؤثر بشكل سلبى على مجالات الأعمال
ومن خلال تتبع الرؤى التي تقدمها المؤسسات العالمية المتخصصة في استشارات تكنولوجيا المعلومات ونظم الأعمال سنرى أن التوقيت أصبح عنصر حرج، وأن طريقة التفكير القائمة على محاولة ايجاد مخرج سريع من الأزمات الاقتصادية التي عفا عليها الزمن لم يعد مجدياُ، ويجب أن يتم مواجهة هذه التحولات بالمزيد من العمليات القائمة على الابتكار
وعلى الرغم من أن الاعتماد المتزايد على التطبيقات التكنولوجية فى مجال الاعلام وتشارك المحتوى الا أن الأمر ليس مجرد رصد للاتجاهات وخلق ما يتناسب مع ذوق جمهور العملاء حتى ولو كان المحتوى مبنياً على حقائق واهية ولا يستند إلى ما يدعمه من المؤشرات والبيانات والاحصائيات ونماذج العمل المثبتة
لكن الحديث ينبغى أن يكون هنا عن خلق التوجه الذي يستند إلى دعائم قوية تحفظ مصداقية العلاقات بين مؤسسات الأعمال (موفرو الخدمات، والعملاء، والاعلام) ويجعل من الاعلام والترويج من الوظائف عالية القيمة المضافة، وأن تسهم المعلومات والأخبار والبيانات التي نقوم بنشرها عن مؤسساتنا الى تحقيق العائد الحقيقى وهو السمعة الجيدة التى تضمن حماية الاستثمارات واستمرار المشروعات وثبات العلامات التجارية واختراق أسواق جديدة
وبوضع المعايير والضوابط السابقة عين الاعتبار فإننا سنكون هنا بصدد جعل المحتوى المنشور عن مجال عملك أصلاً من الأصول السائلة في عصر “الاقتصاد الرقمي” وسيكون لمؤسستك مكانتها المرموق في “بورصة الأخبار” التي يتم تداولها يومياً
One thought on “التوجهات التكنولوجية في عصر الاقتصاد الرقمي”